الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة وديع الجريء يستجدي صك الغفران من "المرشد الأعلى"

نشر في  30 جانفي 2014  (20:38)

بكل المقاييس،فان الخطوة التي أقدم عليها رئيس المكتب الجامعي لكرة القدم وديع الجريء بتنصيبه نبيل معلول مدربا للمنتخب الوطني تعتبر جريئة وسابقة من نوعها طالما أنه فصل الرياضة عن الوصاية السياسية ولم يساير أهواء الوزير طارق ذياب الذي أصرّ الحاحا على حشر أنفه في الموضوع وأدرج بعض الحسابات الشخصية قبل أن تؤول الكلمة في نهاية “الحرب الباردة” الى جامعة المنزه ..
الى حد هنا تبدو الأمور منطقية بل ومتميزة قياسا بالموقف الشجاع للجريء الذي أخطأ الرمي اليوم بتغييره المسار والاتجاه والنبرة وذلك على هامش الندوة الصحفية والتي عقدها لتقديم الاطار الفني الجديد للمنتخب ولكن مع تقديم مرثية بكائية من أرقى طراز قد تعجز حتى الخنساء عن كتابتها بمثل تلك الشاكلة التي أوردها رئيس المكتب الجامعي لكرة القدم ..
وديع بصنيعه ذلك حين وجّه رسالة مفتوحة الى “الشيخ” راشد الغنوشي (كما أسماه) أراد وضع “السم في الدسم” للوزير طارق ذياب ..بيد أن حساباته كانت خاطئة طالما أن الكلام الذي حبره بات أقرب الى الاستجداء والتوسّل منه الى التصعيد،فمن ذكر كلمة “سماحة الشيخ” في أكثر من مناسبة ،أظهر وبوضوح أنه انجذب الى حسابات الساسة وهو الذي ندّد مرارا بتوظيف طارق لنفوذه الحزبي وتدخله في شؤون المكتب الجامعي اعتمادا على حصانة الكرسي الوثير الذي يمتلكه في وزارة الشباب والرياضة ..
وديع يعلم جيدا قبل الجميع أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة هو أخر من يفكر ويعتني بمشاغل الرياضة ،هذا ان كان من الممكن تصنيفها في دائرة اهتماماته من أصلها ..لا يا وديع ف”سماحة الشيخ” مهتم بأحوال الحكومة وشرعية النهضة وتهديد حكومة التكنوقراط لعرشه ..أما عدا ذلك فانه محض هراء لا يستقيم فيه الحال بالحديث عن المنتخب وما لف لفّه ..
رئيس المكتب الجامعي سار في منهج انفرادي وأناني أيضا في رسالته المفتوحة للعموم والمثيرة للجدل طالما اشتكى بين سطورها من هرسلة يتعرض لها بصفته طبيبا رياضيا من قبل طارق ذياب ..ولكنه افتقد للشجاعة المطلوبة للحديث عن الدعم المالي المفقود في وقت تسخّر فيه حركة النهضة جهودها وحملاتها ل”دعم الشرعية’” ..ولو ركّز على هذا الجانب لكسب الكثير من العاطفة حتى لدى عامة الشعب..غير أنه رمى بسهم غير صائب لا نتوقع معه الخير الكثير لمنتخبنا الوطني ومستقبله ..
انتظرنا الكثير من الدكتور ،لكن من تعاون معه على اعداد تلك الوصفة جعله خاطئا على طول الخط ..فالكلام الذي تناثر هباء في “الرسالة الحدث” لن يجدي نفعا ..فهل سيقتنع مثلا راشد الغنوشي بحكاية الفيفا ومطالبتها بالحياد والفصل بين الجامعة والهياكل الرياضية التابعة للدولة ؟ طبعا لا نظن ذلك ..فالكلام جاء خبطا عشواء سيتسبّب للرياضيين -قبل الساسة- مغصا معويا في ظل ذلك الاخراج الرديء لرسالة الغفران ..
كلام الجريء في الرسالة المسربة جاء انهزاميا وبنبرة مستسلمة لا توحي بانفراج لحال كرتنا ..فما أتاه الوزير من ضغط وهرسلة زاد في حدّته رئيس المكتب الجامعي بكلام بلا معنى ولا فائدة عدا اظهار نفسه في صورة الضعيف وغير القادر على “حماية ” المكتب الجامعي من الضغوطات وضمان استقلالية قراره ..
عذرا يا رئيس ..فقد ظهرت في اخراج سيء حتى وان كنت متمرّسا بالعمل السياسي وأدبياته وبروتوكولاته في وقت سابق..الا أن رسالة اليوم بحثا عن عاطفة وحماية “المرشد الأعلى” جاءت ضعيفة وجعلتك”وديعا” لا تلوي على فعل شيء أمام طارق ذياب بمثل تلك المفردات الهزيلة التي حاولت بها استعطاف “سماحة الشيخ” في وقت كان من المفترض أن تتجه فيه الى بلاتار الرجل الأقوى في “الفيفا” الذي لن يعترف بمثل هذه المناورات السياسية مهما كان مصدرها ..عذرا فقد أضعت الكثير ،ولا مفر الأن من تعديل الرمي حتى لا تخسر المزيد…

طارق العصادي